السبت، 11 يناير 2014
السبت، 11 يناير 2014

عصبية الراي





لماذا تحاول إن تصنفني ؟ لماذا لا تكن حيادي وتبحث فيما أقول هل يوافق الحق أم الباطل ؟ لماذا تسأل من أكون؟ وإلي من أنتمي ؟ وما هي فكرتي وما هي قناعتي ؟ أو ما هية عقيدتي وبماذا أنا أؤمن ؟ 

من المفترض أن كل ما يعنيك في الأمر هو ما أقوله ورؤيتي للأمر وهل أنا علي صواب أم علي خطأ فيما اقوله وهل ينبغي أن تتبعه أم لا، وأذا كانت لديك القدرة علي اقناعي بغير ذلك وبما تراه أنت صوابا ففعل وإن كنت لا تستطيع فلا داعي لتصنيفي وابحث فيما اقوله لك واسال نفسك أين الحق ودع أمر من أكون جانيا ؟

 ليست المشكلة في السؤال بحد ذاته  فانا مثلا لا أجد أي غضاضة في الإجابة علي مثل هذه الأسئلة فهذا أمر افتخر به فهذا ما أؤمن به وما أعتقده ولا استحي منه الباتة حتي وإن كنت تري الأمر علي غير ذلك ولكن ما يحزنني أنك ستحدد موقفك مما أقول بناءا علي هذه الأسئلة لا بناء عل الحق ؟

عزيزي السائل عن قناعتي وانتمائي  سل نفسك هل سيختلف الأمر إن قلت لك أن الأمر هكذا إن كنت أؤمن بما تؤمن به أم لا بعيدا عما إن كان ما أقوله هو عين الصواب أم لا ؟ إذا اختلف الأمر إذن فانت لا تجادل من أن أجل أن تعرف الحق من الباطل بل تجادل من أجل أن تكون أنت علي الحق ومن عداك علي الباطل بأي وسيلة كانت رغم انه من المفترض انك تناقش وتجادل من أجل أن تتثبت من موقفك ورأيك ولتعرف الحق ولتتبعه وتكون علي هدي في أمرك

بحثك فيما ينتمي او يعتقد الاخر يعني إن عصبية انتمائك لدين أو فكر أو جماعة بعينها هو ما يتحكم بك وبارائك وأفكارك وتوجهاتك وليس الحق والباطل وإن هذه ستودي بك في نهاية المطاف أمعة لا تتبع إلا ما يملي عليك ممن تؤمن به بلا تروي ولا تثبت من حقيقة ما تتبعه وهذا ما يورد امة بأسرها المهالك ...

والناظر لحالنا هنا في مصر هذه الآونة يري أن العصبية لإنتماءات هي أكبر كارثة وقعت فيها مصر بعد الثورة فهذا أخواني وهذا سلفي وهذا ليبرالي وهذا اشتراكي وهلم جرا من التصنيفات وكل يتبع ما يمليه عليه منظري جماعته او انتماءه بلا تروي ولا تثبت وصار الكثيرين منا كالأمعة يتبعون كل ناعق ممن يبحثون عن مصالحهم ومصالح ما ينتمون له بعيدا عن  مصلحة الأمة بأسرها مما أوصلنا لحالنا الان الذي لا يخفي عن أحد .

 

0 تعليقات:

إرسال تعليق