الخميس، 16 يناير 2014
الخميس، 16 يناير 2014

مع استفتاء يناير 2014


الاستفتاء انتهي والنتيجة كما كنا نتوقعها مسبقا نعم باكتساح فهذه المرة لم تكن المنافسة ما بين لا ونعم بل كانت ما بين المشاركة بنعم أوعدم المشاركة لأن المشاركة اعتراف ضمني بما جري بـعد 30 يونيو وهذا ماصرح به الكثير من رموز 30 يونيو وكذلك الدعاية  كانت تحفز الجماهير بأن المشاركة اقرار بما جري بعد 30 يونيو ودعما لخارطة الطريق ... ولذا دعت الأخوان والتحالف دعم الشرعية للمقاطعة بكل أوتيت من قوة  كما دعا المؤيدين لـ 30 يونيو للمشاركة بكل ما أوتي من قوة  .

مع الاستفتاء ومن قبله افتقدنا وبشدة المصداقية فلم يعد هنالك من تستطيع ان تثق فيما يعلنه لك فلا هذا لديه المصداقية والحيادية ولا ذاك  فهذا يدافع عما يؤمن به بعيدا عن الحق  وذاك ايضا يدافع عما يؤمن به بعيدا عن الحق ولم يعد احد يؤتمن علي ثقتك  ...هذا ما اثبتته متابعتي البسيطة لاحداث الاستفتاء فكما تعرض القنوات المؤيدة لـ 30 يونيو الأقبال الشديد تعرض قناة الجزيرة وآخرون الغير مؤيدين ضعف لأقبال  وبالطبيعة الحال لا استطيع تصديق هؤلاء ولا تصديق هؤلاء ...

مع الاستفتاء لم يعد من المنطق الحديث عن شرعية لمرسي فالاستفتاء ابي من أبي ورضا من رضا أقر بشرعية جديدة وهذا هو الحال والواقع الذي نعيشه وهذا ما ستثبته مواقف عدة لجهات ودول واشخاص علي مستوي المحلي والدولي  في الأيام المقبلة  وعلي مؤيدي مرسي من أخوان وغيرهم التنازل عن هذا المطلب وأما ان يتفاوضوا ليندمجوا من جديد مع النظام الجديد وهذا ما لا أرضاه لهم أو أنهم يتنازلوا لمطلب آخر وهو إسقاط حكم العسكر ليندمجوا مع ثوار يناير من جديد وهذا ما ارضاه لهم وكفاهم اخطاء ..

مع الاستفتاء وبعيدا عن نسبة الأقبال التى اراها في محيط علاقاتي معقولة جدا لاقرار شرعية جديدة  لا يمنع ذلك أننا نواجه حكم العسكر وانقلابه علي الشرعية السابقة له وخلقه لشرعية جديدة فقبول هذا الانقلاب يعني انه من الممكن ان نواجه هذا الانقلاب مجددا في المستقبل وهذه ما يجعل الشرعية الجديدة مهددة بالتعرض للاسقاط ايضا كما حدث مع شرعية مرسي كما أنه اقرار هذا الدستور وما يقال عن ترشح الفريق عبد الفتاح السيسي  لرئاسة الجمهورية والحال الذي عليه مصر منذ 23 يوليو 1952 يؤكد اننا لا زالنا في حاجة لثورة لاسقاط حكم العسكر الذي عانينا ولا زالنا نعاني وسنعاني جراءه فالثورة لا تحتاج بأي حال من الأحوال لأغلبية كالديمقراطيات  فالثورة تقوم من أجل حق  والحق لا يعرف بكثرة مؤيديه بصلابة المدافعين عنه .

مع الاستفتاء ظهر جليا مدي الخلل الذى اصبح عليه مجتمعا فأن تقرأ في الأخبار عن فتاة تتعرض للأذي لأنها أعلنت عن رأيها صراحة في الاستفتاء وأن آخر يتم القبض عليه لأنه اراد ان يصوت بلا وغير ذلك و أن يتم تجريم او منع الدعاية بلا رغم سماح بكثافة للدعاية بنعم... وانه كما كان من يصوت بنعم مؤمن ومن يصوت بلا كافر اليوم من يصوت بنعم وطني ومن يقاطع او يصوت بلا فهو خائن وعميل ....مؤشرات نقيس بها بمنتهي الأسئ  مدي الانقسام الذي اصبح عليه الناس في مصر ولا حول ولا قوة إلا بالله ...

مع الاستفتاء سيبقي الوضع علي ما هو عليه ولن يحدث اي تغير فحتي ولو اعترفنا بشرعية جديدة فلا زالت علي قناعة ان الحل يكمن في ثورة لان أي شرعية تحت مظلة حكم العسكر الذي لا يعرف الديمقراطية وانما يستغلها علي طريقته هو لترويج لنفسه دوليا وداخليا ولا يعنيه راي الناس كما أن هنالك ايضا من لم يعترف بعد ولا زال يري الحل في الشارع وهنالك من لا يعنيه لا شرعية جديدة ولا قديمة ولا زال علي ايمان بان الحل لا زال هو الشارع وسينزل وأيضا هنالك من يري الحل في قمع كل هذه التحركات ولا يود تقديم اي تنازلات  ولا يعنيه سوي مصلحته هو فقط ...


مع الاستفتاء لا أعرف إلي أين نحن ذاهبون فمصالح البعض تعارضت مع طموحات آخرون ومع آمال اخرون ؟

0 تعليقات:

إرسال تعليق