لم أكن أبدا راضيا عن فترة حكم محمد مرسي لمصر طيلة العام فهو بصدق فشل في إدارة البلاد بكل ما تحمله الكلمة من معني وكان ينبغي عليه ان يترك الحكم ويستجيب لرغبة الكثيرين من المصريين في ان يرحل بعدما عاند كثيرا في تغير حكومة قنديل التى كانت السبب في فشله
كرئيس للبلاد بالاضافة لعدم سعيه مبكرا لمصارحة الناس بما يدور في الكواليس...واتباعه
اسلوب الغرف المغلقة .
قد يقولون لنا أنه أفشل بمعني انه قد تأمرت عليه جهات داخلية وخارجية
لأفشاله لانه يتبني مشروع استقلال القرار المصري داخليا وخارجيا و غير ذلك
من المشاريع التى تعني عدم التبعية للخارج في المستقبل وتعني تقدم ورقي
مصر و حتي وإن كانت تلك هي حقيقة أنه قد أفشل فهذا ايضا عذر أقبح من ذنب
كما يقولون فكان بالأولي وبالأحري علي الرئيس جاء بعد ثورة شعبية كثورة يناير وينتمي لتنظيم كتنظيم جماعة الأخوان المسلمين بما تمتكله من قاعدة شعبية واسعة أن يواجه الشعب
المصري بذلك ويضعه في صورة حتي يكتسب شرعية اضافية في مواجهة تلك المحاولات الساعية لأفشاله
ولكنه فضل استخدام أسلوب الغرف المغلقة و أسلوب الموائمة لا المواجهة مع
اطراف المؤامرة التي استطاعت في النهاية ان تطيح به..
فأفشل أو فشل فالاثنان متساويين عندي .......وكان لزاما عليه أن يرحل بعد نزول الملاييين للميادين مطالبة برحيله رغم انني كنت ممن يرون استمراره في الحكم لحين انتهاء مدته خاصة مع الدعوي لانتخابات برلمانية في ظل دستور يعطي صلاحيات أوسع للبرلمان في تشكيل حكومة كان من الممكن ان يتم الدعوي لانتخاب غير المنتمين لجماعة الأخوان المسلمين والإسلامين عموما فنصنع توازن ما بين البرلمان بصلاحيته والرئيس بصلاحيته هذا ما كنت أتبناه ...
هذه كانت رؤيتي للأمر ... وقد انقضي الأمر كما قضي الله سبحانه وتعالي
وقدر .. وخرج الملاييين في 30 يونيو وكان ينبغي علي الرئيس الاستجابة ولا يعطي الفرصة للدولة العميقة بقيادة جيش والشرطة والقضاء في استغلال فشله في إدارة أزماته المتعمدة أو غير متعمدة لتهيج الشعب ومن ثم الانقلاب علي دستور وعلي شرعية وكان عليه أن يملك ذمام المبادرة بان يعلن عن انتخابات رئاسية مبكرة حتي تستمر البلاد في طريقها للديمقراطية ..
ولكن قدر الله سبحانه وتعالي وتم الانقلاب علي مرسي من قبل الدولة العميقة جيش شرطة قضاء بدعوي
ثورة 30 يونيو كما يصطلحون تسميتها و قام قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بالتعدي علي دستور استفتي عليه ورئيس انتخب تحت حماية خير أجناد الأرض وتأمين عين مصر الساهرة واشراف قضاء مصر الشامخ ... بدعوي فشل رئيس مرسي الذي كان هو عبد الفتاح السيسي وراء فشله ذلك ... و لم يستدعي اي من اليات الديمقراطية التى ارتضينها جميعا بأن يعرض الأمر علي استفتاء شعبي عام ليصدق الشعب علي ما فعله وقام بتعيين رئيس واختيار لجنة لتعديل دستور الذي قام بالتعدي عليه سابقا مكتفيا في ذلك بتأييد جمع من القوي الساسية ممن فشلوا في كسب ثقة الناس عن طريق الصناديق ...
القبول بفكرة تنحية رئيس وتعطيل دستور بالقوة سوف تمنح الفرصة له ولغيره في المستقبل ان يفعلون ذلك تحت مبرارات عدة فمن يضمن ذلك مستقبلا ان قبلناه اليوم ... قد يقول البعض لقد قبلنا ذلك مع مبارك فلما لا تقبله مع مرسي رغم ان المقارنة ظالمة لكن لمن يقول ذلك أقول صدقا لقد قبلناه وكان لا ينبغي ان نقبله ثانية باي حال من الأحوال رغم ان في الآولي كان تقريبا الشعب كله متفق وأقول تقريبا ولنكررها تقريبا أم اليوم فالشعب لم يكن متفقا بالمرة وهذا واضح جليا لمن كان له بصر كما انه لم يكن متفقا علي اختيار مرسي فكان بالأحري ان يترك الأمر للأليات الديمقراطية لتحديده..
نخلص إلي أن 30 يونيو رغم اعتراضي علي الدعوة ورفضي لها إلا أنها حقا كما يقال حق أراد بها باطل فقد حق للناس أن تعترض وان تطالب الرئيس برحيل أي رئيس ولكن ضمن إلية من إليات الديمقراطية فهي وحتي المطالبة برحيل كانت حق ولكن أن يصل الأمر لرحيل بمعاونة الدبابة وبدون الرجوع إلي أي إلية من آليات الديمقراطية كالدعوة لاستفتاء علي خارطة الطريق فهنا كان الباطل ...
لا يتصور أن بعد كل ما جري من مذابح وانتهاكات لحقوق السياسية والمدينة للناس وعودة النظام مبارك في صورة جديدة وتجهيز الفريق عبد الفتاح السيسي لرئاسة وتشويه رموز يناير وتشويه الثورة ذاتها وتسيس القضاء والانقسام الحاصل الان بين افراد المجتمع أن يكن الاسفتاء المقبل استفتاءا حقيقيا أنه ليس سوي محاولة من قادة العسكرين في مصر لاقناع الرأي العام العالمي بأن مصر تسير علي الخطي الديمقراطية وأن شرعية جديدة قد ولدت بعيدا عن نتيجة الاسفتاء ولذا قررت مقاطعة الاستفتاء بعيدا عن مضمون الدستور .
سأقاطع الاستفتاء علي الدستور لأني لا أهوي لعب الأطفال في أمور الكبار فمن يضمن أنني بعد أن نستفتي بنعم أو بلا لا يخرج
علينا جنرال آخر بعد حبك مؤامرة علي رئيس آخر وله من الأمكانيات ما يحقق ذلك وينحي رئيس ويعطل دستور ...
من يضمن أن لا يقوم جنرال آخر الان بالوقوف في صف المتظاهرين وينقلب علي عبد الفتاح السيسي بدعوي دعمه للشرعية أو غير ذلك ...
نعيد ونكرر القبول بالتدخل العسكر مرة ومرتان لن يمنع ان يتدخل مرة ثالثة ورابعة وخامسة وهلم جرا تحت اي مبرر ... قبول بالتدخل اليوم في صفك لن يمنعه ان يقف غدا ضدك ...
ساقاطع الاستفتاء لأنني لا أقبل بفكرة الانقلاب علي رئيس منتخب تحت أي مبرر وبأي سبب كان من الأحري استمرار الضغط عليه حتي يتنحي أو أن نحجمه عن طريق انتخاب برلمان بطيف سياسي مختلف عما ينتمي له الرئيس ...
ساقاطع الاستفتاء حتي لا أضفي شرعية لخارطة طريق بدأت بهذا الانقلاب العسكري ...
سأقاطع الاستفتاء لانني لا أضمن احترام النتيجة ولا حتي احترام الدستور المنشئ عن هذه الاستفتاء
ساقاطع الاستفتاء لانني لن أكرر أخطاء الماضي بقبول بدستور لا ينظم لدولة واحدة ولكن ينظم لعدة دول دولة قضاء ودولة عسكر ودولة كنيسة ودولة جامع
0 تعليقات:
إرسال تعليق