سماحة الإسلام (1)

كتاب ( سماحة الإسلام ) كتاب لا يستعرض فقط أدلة وبراهين سماحة الإسلام ولكن أيضا يجيب علي تساؤل طالما روادني وهو إذا لم أكن مسلم فهل سأختار إسلام ديننا ؟ ولماذا ؟ و أردت أن أستعرض بعضا من فقرات هذا الكتاب .

فاللإسلام نظرة مستقلة في النفس الإنسانية ، تختلف عن غيرها اختلافا أساسيا وإن كانت في الفروع والتفصيلات قد تلتقي في بعض الإحيان بغيرها من النظريات

فالإنسان في نظر الإسلام لا هو بالملاك ولا بالحيوان والغاية العليا للإسلام هي إيجاد التوازن في نفس الفرد فيؤدي ذلك إلي إيجاد التوزان في المجتمع ككل .

تلك النظرة البعيدة كل البعد عن التزمت والتسيب والإفراط والتفريط فليس في الإسلام ما يرهق الإنسان من مثالية الرهبنة أو أن من ضربك علي خدك الإيمن فأرد له الأيسر .... ألخ وليس فيه من جمود الأحكام ولا عصبية القوانين ، ما في غيره من نظريات وليس فيه النظرة إلي الذاتية والفردية شأن الرسمالية ولا النظرة القاصرة علي المجتمع وحسب شأن الماركسية.

والإسلام منهج وسط جميل ففي الناس إباحيون يصطادون الشهوات حيث ما لاحت ولا يحسون طعم الحيا إلا من خلال الرغبات المجابة والغرائز المرسلة وفي الناس رهبان كظموا علي طبائعهم وحملوها ما لا يطاق فحملت وهي كسيرة مقهورة ونحوهم وإنه لشئ محزن أن تذهب أجياب من الناس فداء وهم لا أصل له ولا حقيقة .

المبادئ التى أقرها الإسلام لضبط لمجتماعات أساسها الرحمة العامة وتوكيد المصلحة الحقيقية للأمة ، وشرائع الحدود والقصاص التى كتبها علي العباد بعض مظاهر هذه الرحمة وتتجلي الرحمة التي اقترنت بها رسالة محمد صلي الله عليه وسلم في أسلوب التعامل الذي وضعه الله تعالي للناس بعضهم مع بعض فإن التفاوت بين الناس بعيد الشقة مع أنهم من أبوين اثنين فإن أختلافهم في المواهب الفطرية والأوضاع الاجتماعية مثار امتحان بالغ القصوة والناس في منطلق الإسلام فروع شجرة واحدة وأساس الصلة بينهم التعارف والتعاون والله جل شأنه برحمته مع الواد حتي يوفر له البر ومع الولد حتي يضمن له الحياة والتربية ومع الحائر حتي يسوق له الهداية ، والدنيا دار اختيار وللاختيار مطالبه ومظاهره وظروفه ولكن الإسلام في حومة هذا الامتحان يذكر الناس بضرورة التراحم بينهم ، وكبح ما تخلفه الأثرة من قسوة في القلب وبلادة في الحس .. ألا تري كيف أعلن الله مغفرته لبغي سقت كلبا كان يلهب من شدة العطش