يوم في الوحدة الصحية

أول أمس ذهبت للمأذون الشرعي للاتفاق معه علي موعد عقد قراني إنشاء الله عقبال عندكم (( للعزاب فقط !!!! ويمتنع متزوجين )) ولم يخطر ببالي أن يطلب مني إجراء فحوصات طبية رغم ما سمعته عن هذه الفحوصات من قبل ولكن كنت اظنها ليست سوي إشاعات وإن الأمر لن يعدو سوي قرار يصدر ونتعداه كعادتنا تصدر الحكومة القوانين والقرارات ونحن نقوم بالتلاعب والالتفات حولها فهذه مصر.

ولكن اتضح أن الأمر جد وأنه عليه الذهاب للمستشفي لاجراء تلك الفحوصات وعملا بنصيحة المأذون ذهبت للوحدة الصحية التابعة لنا وأنا مخطط لدفع الرشوي لكي أحصل علي تلك الشهادة ( مصري بشرف)

وللعلم أكثر شئ ابغضه ويوترني ويقلقني ويجعلني أكثر حيرة وقل ما تريد هو أن يطلب مني الذهاب لأنهاء إجراءات أو أوراق من مصلحة حكومية مهما كانت هذه الإجراءات أو هذه الأوراق ومهما كنت مجهز أوراقي ومهما كنت مستعد لابد أن تجد هناك ما جديد وما لا تعرفه .

ولكن ما باليد حيلة فذهبت للوحدة الصحية ووجدتها اختلفت كثيرا عما قبل ، فقد كانت اخر زيارة إلي لتلك الوحدة وأنا عمري 16 سنة عندما كشفت علي فصيلة الدم من أجل استيفاء أوراق البطاقة الورقية الله يرحمها فلم تكن الوحدة حينها سوي دور واحد مهدم تري فيها عبق التاريخ وأفلام الأبيض وأسود بتاعة زمان ولكن اليوم هاهي عدة أدوار يوجد بها عيادات كثيرة ومعامل وأكثر ما أدهشني وجود أطباء وليس طبيب واحد وأماكن أنتظار والتلفزيونات تعمل والله العظيم ( جديدة علي مصر )

وكما علق أحدهم عندما كنت أصف له هذه الوحدة : لقد أصبحت مستشفيات الحكومة فايف ستار ولا ايه !!!!

وشعرت براحة نفسية بأني سوف أحصل علي ما أريد وأن الأمر لن يعدو بضعة دقائق في هذا المكان الرائع فسألت أحدهم عما ينبغي أن أفعله فأرشدني للمعمل فذهبت فطلب مني الذهاب للمديرة وكانت أول المفاجات أن يطلب مني الذهاب للمديرة فأنا أطلب عمل فحوص فلماذا أذهب للمديرة ولكني لم أحصل علي إجابة ( فهذه هي مصر طبعا )

ذهبت للمديرة بعدما أخبروني أنها تقوم بمرورها الصباحي علي عيادات ومعامل الوحدة وانتظرتها بضعة دقائق وعندما انتهت طلبت مني الانتظار لأن عندها تفتيش وهذه كانت ثاني مفاجأة فالتفتيش من المفترض أن يأتي إلي مثل هذه الوحدات من أجل أن ينظر كيف ييسرون إجراءات العلاج ولكن ليس لأن يقومون بتعطيلهم بحجة التفتيش فأنا مثلا جئت بلا مرض والحمد لله ولكن كيف حال غيري ( ولكن هذه مصر طبعاً )

فانتظرتها بعض الوقت لأجد أخرون ينتظرون الطبيب المعالج لأنه ايضا في تفتيش (عجباً ) وبعد قليل عدت للمديرة فوجدتها تؤم لي أن اقبل فأقبلت إليها وأنا في شغف لأن أعرف ماذا ستفعل معي فأجدها تكتب ورقة بها 3 كلمات فقط 3 كلمات أو قل 3 رموز هذه هو كل دورها الذى أنتطرتها من أجله وهي تقوم بمرورها الصباحي ومن ثم استقبالها للسادة المفتشين والترحيب بهم وعمل الواجب معهم طبعا وفي الأخر الأمر لا يتعدي كتابة ثلاثة كلمات في ورقة صغيرة لأذهب بها حيث جئت إلي المعمل ولم أبقي في المعمل سوي دقائق معدودة وانتهي الأمر


لقد بحثت عند الحاج جوجل عن هذه فحوصات التى لا تتعدي سوي تحليل للدم وما هية أهميتها فوجدت أنها لا تفي بالغرض الأمر كله لا يتعدي سوي الحصول علي بعض الجنيهات من الناس .

فرغم أني المبني الوحدة تغير تغير شامل من ديكورات لكن لا زالت المعاملة كما هي بالضبط مجرد روتين وانتظار وتفتيش وبالرغم من أن أجراء مثل هذه الفحوصات أجراء حضاري راقي في نظري إلا أن لا يتعدي سوي الأسم فقط بلا مضمون ولا زالت مصر كما نعرف