الخميس، 19 فبراير 2009
الخميس، 19 فبراير 2009

خروج المارد

لقد خرج الشارع المصري عن التزامه بالصمت الذي عاهدناه منه فلم يعد الشارع المصري هو الشارع السلبي المستكين القانع بما يلقي إليه من فتات فخرجا ثائراً يثور علي الظلم ويطالب بحقه ، .


فمصر تعاني من البطالة والفساد والفقر نتيجة القرارات الاقتصادية الخاطئة التى لم تراعي ظروف الغالبية العظمي من محدودي الدخل .


فخرج الشارع المصري عن صمته خرج ليثور ليعلن رفضه فأصبح مقبولا أو قد يكون مألوف لك ا هذه الأيام أثناء متابعتك للاخباروالصحف أن يكن هناك مظاهرة أو أضراب هنا وهناك .



وأحدث هذه الاضرابات هو أضراب الصيادلة أول أمس الذي كان كرد فعل علي الغاء مصلحة الضرائب اتفاقيتها مع نقابة الصيادلة والزام الصيادلة بقانون الضريبي وأضراب صاحبي المقطوارات الذي دخل يومه الرابع نتيجة قانون المرور الذي يأمر بالغاء رخص المقطوارات خلال عامان وهذان الاضرابان يختلفان عن بقية الاضرابات انهما اضرابان ضد تشريعان قانونية أقرها نواب الشعب .


يعرف الإضراب بأنه التوقف عن العمل بصورة مقصودة وجماعية وهدفه الضغط على جهة معينة لتحقيق مطالب معينة .


مثل اضراب الباحثين في مركز القومي للبحوث من اجل حافز الجودة التى أقرته الحكومة للاستاذة الجامعات ولم تقره للباحثين في المركز القومي للبحوث واضراب أطباء الاسناء ومن قبلهم الأطباء البشرين من اجل الكادر والأمثلة عديدة وكثيرة وكلها تتفق في أنها أنها للمطالبة بحقوق مادية نتيجة التضخم وارتفاع الاسعار الذي يعاني منه غالبية الشارع المصري .


وبعيدا عن مشروعية الاضراب من عدمه في الاسلام فلم يعرف الصحابة ولا التابعين الاضراب أصلا وبعيدا أيضا عن نتائج هذه الاضرابات من أستجابة أو عدم استجابة للقائمين فأحيانا يستجاب للقائمين بالاضراب وأن كانت في كثيرا منها لا تكن الاستجابة علي المستوي المأمول من المضربين وبعيدا أيضا عن ضرورية هذه الأضراب التى تكن في أحيانا كثيرة حتمية نتيجة انتشار الفساد وقصور المسؤلين وعدم قدرتهم في تحمل مسئوليتهم وعدم مراعاتهم لمصالح الناس حين اتخاذ القرارات .


فالاضراب في نهاية صورة من صور الحياة المعاصرة التى لابد من الاعتراف به كواقع حتمي أجبرتنا عليه الحياة المعاصرة والانفتاح الثقافي علي العالم وسهولة الاتصال وانتشار وسائل الأعلام فأصبح الآضراب وافع لا ينبغي أن ندفن رؤسنا في الرمال للننكره ونرفضه لكن علينا أن نهذب سلوكنا الاضرابي فلابد من جود قيادة حكيمة رشيدة لكل اضراب لتهذب سلوك المضربين وتنظم الأفكار والأهداف وتحدد الغاية من الاضراب ولا ينبغي أن يكون الاضراب عشوائي نتيجة دعوة من هنا أو هناك بلا قيادة وبلا تحديد أهداف ومسئوليات لاضراب .


فما حدث في أضراب عمال المحلة من تخبط انتهي بمواجهات عنيفة مع قوات الأمن أدي إلي أعمال تخريبيه لم يكن أبداً مقبولاً وما فعله الصيادلة أمس من غلق صيادلتهم أمام المرضي لم يكن أيضا أبدا مقبولاً ، فلا ضرر ولا ضرار وعلينا في النهاية أن نراعي هذا المجتمع الذي نحن في نهاية أيضا جزء منه .


وعلي الحكومة أن تسشتعر خطورة الموقف وتحذر من أفعالها وتصرفاتها التى تتجاهل مصالح المواطن رغم ما تعلنه دوما من أنها تعمل في صالح محدودي الدخل ومن أجل رفاهية المواطن المصري وهذا هو واجبها التى أتي بها إلي سدة الحكم و علي نواب الشعب أيضا أن يعلموا أنهم في نهاية ممثلوا هذا الشعب وغالبيته من محدودي الدخل وليس فقط نسبه النصف في المائة من الأثرياء ورجال الأعمال .




في نهاية هذه طبعا وجهة نظر .

0 تعليقات:

إرسال تعليق