السبت، 31 مايو 2008
السبت، 31 مايو 2008

بنت ولا ولد


بنت ولا ولد


كان الناس قديما يفضلون الولد عن البنت ولا يزالون يصنعون ذلك فتجد أحدهم يتمني أن ينجب ولد علي ان ينجب بنت أعرف أحدهم عنده خمس بنات أكبر واحدة عمرها سبع سنوات وذلك حتي ينجب ولد سبع البرمة الذي سيحمل اسمه واسم أبوه بعد وفاته ويكون سنده في الحياة .



أظن أن هذا الفكر فكر جاهلي فاليوم الذكر = الانثي بل قد تتفوق عليه الانثي في بعض الاشياء فالذكر يقوم أبوه بالصرف عليه طول عمره من أجل تربيته وتعليمه ومن ثم يصرف عليه من أجل أن يزوجه وإذا ضاق به الحال عاد لابيه ليسأله وفي كثير من الاحيان لا يجد عمل فيقوم الاب برعايته إلي ما لا نهاية مثله في ذلك مثل الفتاة بل قد تتزوج الفتاة ويعولها زوجها ، أما إن كان راجل بمعني الكلمة فسيكن مثله في ذلك أيضا مثل بعض الفتيات المكافحات التى نراهن ونسمع عنهن يقفن بجوار أهلهن في صراع البقاء مثلهن في ذلك مثل الرجال .


أما موضوع أن يخلد ذكر أبيه في الدنيا بعد وفاته فهذا فيه كلام فقد يكون الولد أصلا مجلبة للعار لابيه بفساده وقد تكون البنت و أولاودها أفضل في بقاء ذكر الاب من الولد مثلا يعني نحن دوما نذكر عائشة بنت ابي بكر وأسماء ذات النطاقين ولا نذكر أبدا محمد بن أبي بكر والذي قد لا يعرفه الكثير منا .


هذه هي الجاهلية بعينها والجاهلية هي الفترة التى كانت قبل الإسلام وعلي فكرة ليس المقصود بمصطلح الجاهلية هو الفترة الزمنية التى كانت قبل الاسلام ولكن المقصود الفكر الذي كان عليه الناس في هذه الفترة يعني بمعني صحيح تقدر تقول علي أي فترة تلت الإسلام أنها فترة جاهلية لمجرد أن فكر الناس يشبه فكر هذه الفترة بالاضافة أنك ممكن تقول علي حد معين أنه جاهلي لمجرد اراءه وأفكاره ...............فهمتوني ولا .


و كان من ضمن معتقدات الناس في الجاهلية عادة وأد البنات وهو لمن لا يعرف قتل البنت بعد ولادتها مباشرة واختلف العلماء في انتشار هذه الظاهرة كظاهرة عامة أو أنها كانت نادرة الحدوث أنا مع أنها نادرة الحدوث لأنها لو كانت عامة لنقرض العرب ولم نكن لنسمع لهم ولكن لم يختلف أحد في أنها كانت تحدث فعلا ولأسباب عدة منها لاعتقاد الناس أن البنت مجلبة للعار ويذكر التاريخ أن بداية وأد البنات كان عندما غار النعمان بن المنذر ملك الحيرة على قبيلة بني تميم وأخذ نساء القبيلة سبايا و من بين السبايا كانت ابنة قيس ابن عاصم و حين خير النعمان السبايا بحرية العودة و تحريرهم ففضلت ابنة قيس البقاء عند من سباها و لم تعد لزوجها فأقسم قيس ابن عاصم بوأد كل بنت تلدها زوجته ، ومنهم من كان يأد بناته لأنها ولدت مشوهة أو بها عاهة أو لمخافة فقر كما ذكر القرأن.


ولكن عند ظهور الإسلام حرم قتل البنات أو الاولاد عموما وأنتهت ظاهرة وأد البنات نهائيا في العالم وإن عادت من جديد في الصين بعد تقرير سياسة الطفل الواحد التى تفرضها الحكومة الصينية على شعبها التى بدأت عواقبها الوخيمة تتضح إذ يرى كثير من الناس أن الابن الذكر ضروري لضمان المستقبل المالي للعائلة ورفاهيتها الاجتماعية مما يصنع ضغطاً هائلا على الوالدين الصينيين كي يحددوا جنس ولدهم وهو في رحم أمه ويجهضون الحمل إن كان بأنثى.



وإن كانت ظاهرة وأد البنات قديما تعتبر أحدي ملامح الظلم والطغيان في أبشع صوره في انتهاكه لأهم حق للمرأة وهو حق الحياة والذي أنتهي في عالمنا العربي والإسلامي إلا أنها ظهرت ظاهرة وأد البنات بشكل جديد تحت شعارات أخري كشعار حرية المرأة والمساواة وكغيرها من الشعارات التى جعل المرأة تصبح سلعة تباع وتشتري بشتي الوسائل فإن كانت ظاهرة وأد البنات تعني سلب حق الحياة قديما فأود البنات حديثا يعني سلب الكرأمة والإنسانية في أسمي صورها وفصلها عن تعليم الدين الذي حماها من وأد البنات.



9 تعليقات:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

    ما شاء الله تبارك الله .. موضوع غاية في الجمال والروعه أبومروان ...

    اسلوب جميل في طرح الافكار وتنسيقها فتجذب القارئ لاكمال القراءة ...

    طبعا انا اوافقك جميع رأيك ... واضيف ان لكل من الذكر والانثى جماله الخاص .. ولا ننسى ان الحياة لا تقوم الا باثنيهما معا فان غاب طرف لم يعد للاخر جدوى وتنعدم سنة الحياة ...

    انا بالنسبة للصين .. فهالظاهرة هاي انا متأكدة راح ترجع تحذف من قوانينين الغبية لانه راح يصير عليها مشاكل وجرائم كبيرة تدمر كل الصين

    ولا نقول الا حسبنا الله وهو نعم الوكيل ...

    السلام عليكم .. وبارك الله فيك

    ردحذف
  2. جزاك الله خيرا على الموضوع. بالفعل، رغم أن الظاهرة إختفت نهائيا من مجتمعاتنا بعد الإسلام، فإننا نظل نجدها تتجسد عند بعض الأهالي في تمنّياتهم بإنجاب الولد بدلا من البنت، و هو أمر لا أرى له مبررا واضحا، اللهم إلا إذا كان للأهل مجموعة من البنات و أحبوا أن يكون لهم ولد، فهذا يكون عندها شعورا لا إراديا يعبّر عن مشاعرهم كبشر.

    ردحذف
  3. موضـــوع أكثر من رائع ... من بدايته حتى نهايته .... وأسوبك أبو مروان ممتاز ...

    الحمدلله من خلال معاشرتي لأقاربي لم أجد من يتمنى ولد أو بنت ... وإنما يقولوا إلي يجي من الله فيه البركة بإذن الله.

    ردحذف
  4. لا أدري لم يتعجب أصدقائي مني عندما أقول لهم ( أتمنى بعد زواجي ان يكون اول مولود أنثى ) !!!!
    وكانني أتمنى ارتكاب جربمة ما !

    جزاك الله خيرا على هذا الموضوع

    ردحذف
  5. بارك الله بك
    سعيد بالتعرف عليك
    ادعوك لزيارة موقعنا المتواضع ومدونتي
    http://www.0alsoufia.jeeran.com/

    ردحذف
  6. أحييك على المقال الرائع ..
    المشكلة ياأخوي أبو مروان في الصين ، أن التحديد لا يقف في الجنس بل في العدد ، وهذا ما أوقع الحكومة في مأزق شديد بعد وفاة الطفل الوحيد في الأسرة بعد موجة الزلزال التي أصابتها ..
    وهذا مثال حي لى قوله تعالي : {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقِ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ } ..
    وشكرا لك ..
    :)

    ردحذف
  7. لا يا أخ ابو مروان، لا أتفق معك.. لا يمكننا اعتبار حرية و المساواة وأدا للنساء.. هل يعقل متى طالبت المرأة بحقوقها أن نصيح و نزبد و نتهم جهات معينة بمحاولة جعل المرأة سلعة تباع.. لا يمكننا ذلك، المرأة مظلومة و هذا حقيقة يجب أن نقر بها..
    مودتي..

    ردحذف
  8. لا يا أخ أسامة الموضوع مختلف انا أقصد الدعوة للسفور والتبرج وبعض الدعاوي الاخري التى يسترونها بكلمة حرية ورفع الظلم ومفي بطانها دعوة لان تصبح المرأة سلعة تباع وتشتري

    ردحذف
  9. موضوع اكثر من رائع ، كفيت ووفيت فية
    بس قصة الناس تفضل البنت على الولد ، هذي لحد اليوم هذا حديث الناس .. تعرف في ام اخطبت حق ولدها زوجة ثانية لان زوجته الاولى كل تجيب بنات :(
    واللى تصيح لما تجيها بنت واللى مادري ايش حرام هذا اعتراض على مارزقهم الله في غيرهم يتمنى يرزقهم الله لو طفل واحد ..
    وزي ماقلت البنت والولد والله واحد .. ويمكن البنت تكون احسن من الولد بارى في اهلها اكثر
    الله يصلح حال الناس ويكبر عقلهم ..

    ردحذف