الثلاثاء، 15 أبريل 2008
الثلاثاء، 15 أبريل 2008

ملتزمون علي الطريق

زدادت نسبة الملتزمين في بلدي كثيرا عن ذا قبل وازداد انتشار ظاهرة التدين علي كافة المستويات فمن الأمر الطبيعي رؤية الملتحون يسرون في الشوارع والطرقات وفي المواصلات وهذا كان أمر غير طبيعي أن تجده في مصر منذ عشر سنوات فقط أذكر حينها كانت صور للملتحون معلقة في كل مكان تحت عنوات مطلوب ارهابي ولم يكن من الطبيعي بالمرة رؤية المنقبات في الطريق ولكن الان أصبح رؤية المنقبات والملتحون المقصرون أمر عاديا حتي خصصت لهم بعض المحال أماكن خاصة لهم وتزداد نسبتهم كل يوم فالمستقبل لهم رضا الناس هذا أو لم يرضوا .



ولكن وكعادة الناس من لدن أدم حتي اليوم لا يرضون أن يكن أحداً علي غير مسلكهم يسفه أحلامهم يروا فيه أنهم علي باطل يذكرهم بالحق الذي نسوا فتربصوا بهؤلاء الدوائر ووقفوا لهم يتصيدون لهم الأخطاء ويلتقطون لهم الهفوات ليثنهم عن هذا الطريق.

ففي البدء يعظونهم أن الدين يسر وأن الله لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ونسوا أن هذا من الدين وأنه هذه هي تكاليف الله وأن الله لا يكلف إلا ما يسع الانسان وبما انه كلفه فهذا يسعه حين إذن .

وأحيانا يعظونهم إن لكل مقام مقال وأن ما يصلح لأول الأمة لا يصلح لأخرها وأن النبي صلي الله عليه وسلم إذا كان في زماننا كان سيكن علي ما نحن عليه وسيرتدي البنطلون و تي شيرت وإن أهتموا بالمضمون ودعونا من القشور ولا يقولون هذا إلا زورا وبهاتنا من عند أنفسهم وما أنزل الله به من سلطان فما صلح أول الأمة إلا بهذا الدين ولن يصلح أخرها إلا بما صلح به أولها وأن هذا صالح لكل زمان ومكان وليس في الدين قشور .

وعندما يعجزون في ردهم عن هذا بهذا وقفوا وتربصوا لهم يتصيدون لهم الأخطاء والهفوات فما أن يلتزم الملتزم و تنبت له اللحية ويقصر ثيابه ويعدل من حاله ويتقه الله في شؤنه ويدعوا الناس إلي الهدي والسنة .

فحينها لا يرضوا أن يروا منه ما كان عليه ذي قبل وكأنه أصبح نبيا يوحي إليه صارا معصوماً وكأنه لم يكن يفعل ذلك من قبل ولم يجد أحدا يعظه حينها ولكن اليوم الناس كلها سارت تعرف الدين وتعظ وتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر فكيف تفعل هذا يا شيخ وأنت الشيخ ونسوا أنفسنا و كأنهم حصلوا علي صك الغفران وأن الملتزمون هم فقط المكلفون بالحلال والحرام أما نحن فلا .

علي الرغم من أن المسلمون جميعا مكلفون بنفس النصوص يعرفون الحلال والحرام والسنن والنوافل والفروض والواجبات إلا أنهم استثنوا أنفسهم من هذه الالتزمات وألزموا به هذه المجموعة التى رأت نفسها مقصرة في واجباتها أمام دينها فزدادت خيرا وأظهرت بعض من السنن وتتعهدت وألزمت نفسها بما فرض علينا جميعا .

فلما لا ندعهم وشأنهم يسيرون فيما هم عليه وإن كنا لا نستطيع أن نصنع صنيعهم و نتعهد أنفسنا مثلما فعلوا فلننظر في حالنا ونتقي الله في أنفسنا وفيما نصنع فإن أخطأوا هم فلعل ما يصنعونه يشفع لهم فهكذا بني أدام ذوو خطأ يذنب ليتوب وإن أصابوا فلهم وما يعنينا نحن ما نصنع فقط .

5 تعليقات:

  1. ما عندي زياده على كلامك ..
    فعلاً هذا اللي حاصل حتى عندنا في السعوديه " يترقبون زلاتهم " !

    ردحذف
  2. والله لقد قلت فأحسنت القولة

    كل التحية لك أخي أبو مروان

    ردحذف
  3. ولله الحمد ثقافة الدين تتوسع للملتزمين وغيرهم وكلن يعرف طريق الصواب من الخطأ
    كل الشكر اخي ابو مروان

    ردحذف
  4. يارب يزيد عدد الملتزمات
    ويارب ردنا لهذا الدين
    مشكور أخى مروان صورة مشرقه فى زمان غابه عنه الأمل
    دمت متألق

    ردحذف
  5. قلت فأحسنت

    وكتبت فأجدت

    ويبقى المستقبل لهذا الدين


    شكراً أبا مروان

    ردحذف