لا زال لدي وطن ينبغي أن أدافع عنه

ليست وطنية ولا قومية
وليست عصبية لأرض أو لون أو جنسية
ولكن وفاءا لأهلي ابناء وطني
وفاءا لأمي التى ربتني
وأبي الذي راعاني
وفاءا لذكريات الطفولة
وفاءا لأماكن لهوي وملعبي
وفاءا لمدرستي
وفاءا لمحل رزقي
وفاءا لملتقي أصحابي
وفاءا لرفات أجدادي
وفاءا لتلك السماء التى أظلتني
ولتلك الشمس التى بحرارتها دفئتني
و لهذا القمر الذي أضاء ظلمت ليلي
ولهذا التراب الذي سرت عليه
وفاءا لذاك المدرس الذي علمني
ولذاك الطبيب الذي دواني
ولذاك الجندي الذي حماني
و فاءا لتلك الدماء التى اسيلت
وفاءا لتلك الأرواح التى ضحت
وفاءا لأحلامي وأمالي
وفاءا لطموحي
وفاءا لك يا مصر

أقول

رغم كل ما نعاني
رغم البطالة ،
رغم الأهانة ،
رغم الغلاء ،
رغم ضياع الأمال ،
رغم ضياع الكرامة

أعشق تراب مصر

لا زال لدي وطن ينبغي أن أدافع عنه
لا زال لدي أمل ينبغي أن أحيا من أجله
لا زالت أهوي تلك السماء وذاك الهواء
لازالت أشعر بالحياة طالما أكتحلت عيني بعيون مصرية
لن أرضي بأي اهانة
لن تضيع الكرامة طالما دافعت عنها

عفوا يا لن أرضي بكلامك ولن أسعد بلقائك طالما تبغضي أهلي وناسي طالما تري في نفسك خير وفي أهلي كل سوء طالما تري في غير تلك الأرض الخير وفي أرضي كل الشرور كيف تحدثني كيف لا ترضي لي أن أغضب وأنت تهين أهلي كيف لي أن أسمع لك وأنت تسب أخي وابي وعمي وخالي كيف

أن كنت سعدت بغير تلك الأرض فهنئيك لك فابق كما أنت

فنحن ثمانين مليون لسنا في حاجة لك ولن يغنينا وجودك بيننا

وإن كنت من أهلها فأرحل وأرح واسترح فبقائك يشقيك ولا يعنينا

وإن أثرت البقاء ولم تستطع الرحيل فليس لك إلا أن لا تسمعنا صوتك