
لنتحدث بشئ من الواقعية والمكاشفة والمصارحة والشفافية وكل هذه المردفات التى تعبر عن معني واحد وهو الحقيقة ولا شئ سوي الحقيقة بعيدا عن تعصبا للانتماءات والأيدلوجيات .
لنتحدث عن ثورة قامت كحلم لبعض و كنبوءة لبعض الآخر وككابوس لآخرين ... ثورة لو نجحت لسدنا العالم أو كنا من أسياده ولكن قدر الله وما شاء فعل ...
كنا في عهد مبارك لا لنا ولا علينا ... البدائل صفر ... الخيارات أمامنا إما ما نعلمه وألفيناها أو المجهول هكذا كان حالنا.... كان بالنسبة لكثيرون منا مبارك أما عميل وخائن أو فاسد ولص ولكن كل هذا في السر في الخفاء لا يخرج للعلن مطلقا ...وكانت معارضتنا وأعلامنا دوما يقف عند حد الوزير أو رئيس الوزراء ولا يتعداه وكان مبارك هو الوالد الحنون...
كنا كلنا هذا الرجل اختلفت أيدلوجيتنا و أفكارنا ورؤانا ولكننا في النهاية كنا كابو الهول ليس لنا من الأمر شئ إلا من رحم ربي .

فلما قامت ثورة 25 يناير حركت السكون الذي كنا نعيشه وقالها الناس " الشعب يريد إسقاط النظام" وسقط النظام ولكن أي نظام سقط .. سقط بعض النظام سقط رأس النظام واجهة النظام وليس كل النظام فقد بقي بعضه.... واختلف الفرقاء كل حسب أيدلوجيته وأفكاره ... وبدل من نتمم ما بدأناه ونسقط بقية النظام و نبدأ في بناء البيت من الجديد بدأنا في ترميمه ...والحقيقة إنه كان هنالك من الفرقاء من يرفض مبدأ الترميم ويطالب بالبناء من جديد ولكن لم يسمع له واستطاع الآخر أن يشوه فكرته ورأيه .
و أنقسم الناس من بعدها إلي ثوري و فلول و كنبة ....إسلامي ومدني.. وغير ذلك من التقسيمات الذي أنستنا وحدتنا في ميادين الثورة التي لم تنجح إلا بوحدتنا تلك .
وبدأنا وكأننا في خصومة ما ولم نحاول قط أن نبدأ من حيث انتهينا ولننظر لمستقبلنا ونسينا أننا في النهاية سنعيش معا رضينا أم أبينا .... وفي خضم هذه الخصومة استغلت بعض القوي الخفية التي كانت لها مصالح مشتركة مع النظام الفاسد واردات أن تبني نظام جديدا يحافظ علي مصالحها تلك هي وبدأت هذه القوي بما لديها من قوة وخبرة ونفوذ داخل مصر وخارجها أن تقوي تلك الخصومة بيننا وتفقدنا قوتنا التي استطاعنا بها أن نسقط بعض النظام...ونجحت أن تغيير مسارنا وساعدها في ذلك تشبث كل طرف فينا بأيدلوجيته وأفكاره رغم أننا لم نكن في معركة انتصر فيها فريق علي حساب الفريق الآخر ولكننا كنا شركاء في ثورة واحدة ... حتي نجحت تلك القوي فيما ترمي له وعادت بالنظام كما كانت تريد ولكن بوجه جديد نظام سيساهم في الحفاظ علي مصالحها لا مصالحنا نحن ....
لم تنجح الثورة إلا بوحدتنا في ميادين الثورة وثابتتا علي رأي واحد و موقف واحد ...خطأ الثوار الأول هو تخليهم عن ثورتهم واستعجالهم في جني الثمار فبدأ كل واحد منهم فرض ما يؤمن به من أيدلوجية وأفكار ... وبدأ الآخر رفض هذا....لم نبحث عما يوحدنا وبحثنا عما يفرقنا فهذا أرادها إسلامية وذاك أرادها علمانية وغير ذلك ... وكل يبحث عن مغنم .. فلم يغنم احد
وفي خضم ذلك نسينا انه كما للثورة حقوق فعليها واجبات اتجاه الفقراء والضعفاء الذي عانوا كثيرا تحت هذا النظام العائدووقفوا مع الثورة وأيدوها فلما وجدوا الثوار انشغلوا بأمور بدت لهم لا تعنيهم وبعدت عما كانوا يطمحون به من حياة كريمة كما كانت تنادي الثورة " عيش حرية عدالة اجتماعية كرامة إنسانية " لفظوا تلك الثورة ... كما أنه انشغل الثوار عن إيضاح ذلك للناس واهتموا بالنخبة وأرائهم وأفكارهم ...
لم يأن لمن عارضوا النظام أبان سطوته الأولي وثاروا عليه في 25 يناير أن يعودا لرشدهم ويلحقوا بركب الثورة ويصطفوا صفا واحدا من جديد ولينسي كل منهم أيدلوجيته وخلافاته أيا كانت ولم نتم ما بدأناه في 25 يناير ولنسقط هذا النظام للنهاية ومن ثم نبني مصر جديدا ....أظنها أمنية بعيدة المنال ولا حول ولا قوة إلا بالله
0 تعليقات:
إرسال تعليق