لا حديث للناس في هذه الأيام إلا عن مشروع الحكومة في ألغاء الدعم العيني واستبداله بالدعم النقدي وتحرير السلع المدعمة مما سيؤدي لارتفاع اسعارها ارتفاعا قد يصل إلي 400% أو أكثر في بعض السلع ومنها علي سبيل المثال أنابيب البوتاجاز الذي يصل سعرها حاليا إلي 6 جنيه والمتوقع أن يصل سعرها فيما بعد تحريرها إلي 28 جنيه أو 40 جنيه وهذه التوقعات رغم أنه سيتم تأجيل تحرير أسعار الأنابيب البوتاجازالان ولكن قلق الناس وتوجسهم وخوفهم مما سيأتي به المجهول جعلهم يستبقون الأحداث ويصدقون كل ما يقال ونسوا في ذلك إن للأرض خالق هو الذي خلقها وهو الذي قدر للناس أرزاقهم وأعمارهم فهو القائل ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) وقد قال النبي صلي الله عليه وسلم ( لو توكلتم علي الله حق تواكله لرزقكم كما ترزق الطير تروح خماصا وتغدوا بطانا )أو كما قال صلي الله عليه وسلم ولكن كما قال الله سبحانه وتعالي في كتابه ( نسوا الله فأنساهم أنفسهم ) ظن الناس أن الحساب والأخذ بالأسباب هو الاله فعبدو وكفروا بالخالق ليس تصريحا ولكن بالافعال والتصرفات فقد سار كل واحد من الناس وزيرا ماليا أو وزيرا للتخطيط يحسب كل كبيرة وصغيرة ويحضر الموزانة ويضع الخطط السنوية الخمسية والعشرية أيضا ونسوا الخالق الذي يصدق فيه قول أحدهم أنت تقدر وأنا أقدر والله يقدر و يفعل ما يشاء
أذكر أن قد سمعت أن العامل في بداية عملة كان يتقاضي راتب 18 جنيه شهريا وهذا منذ أكثر من ثلاثين عاما تقريبا أم اليوم فمثل هذا الراتب لا يكفي للدخول السينما مثلا ولكن هل هذا ما يتقاضاه العامل الان عند بدء العمل فالحسابات تتغبر والظروف تتغير والأمر بيدي الله يدبره كيف يشاء ولن تفلح هذه الحسابات والموزانات ولن نستفيد من حساباتنا سوي القلق والتوتر والحيرة والأحباط واليأس وأذكر أيضا أن سعر الجرام الذهب منذ 20 عاما لم يصل إلي 60 قرشا واليوم قد وصل إلي اليوم 120 جنيه الفارق كبير جدا و البون شاسع فأين حسابات الناس حينها وكيف ستكون الحسابات بعد الان لا أظن أن قلقا وتوترا سيفيدنا ولا يمنع هذا الآخذ بالحيطة والحذر ولكن باعتدال وليس بافراط كما نري اليوم
فليس بالحساب وحده تسير الأموار فلدي زملاء في العمل راتبهم أصغر من راتبي ولكنهم يعولون أسر ولديهم أطفال ورغم ذلك لم اسمعهم يشكون حالهم ويعملون في صمت وعندما يساورني الفضول لأعرف كيف يقضون شهرهم بهذه الرواتب فإذا بهم يخبروني اتركها علي الخالق الذي لا يغفل ولا ينام لن تموت جوعا ليس هذه دعوة للدروشة ولكن دعوة للايمان بالله سبحانه وتعالي وحسن الظن به والوثوق فيه مع الأخذ بالأسباب والعمل واتقانه والأخذ بسبل الحياة المادية والشرعية ففي ظل مادية المجتمعات في عصرنا هذا غفلنا السبل الشرعية للأخذ بالأسباب ( وقلت استغفروا ربكم أنه كان غفار يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم ببنين وأموال وأنهارا ) فاستغفروا واتقوه الله وفي كل أفعالكم
وجهة نظر
بالفعل شي ماحزن مايحدث
ردحذفولو ان متابعتي بشان هذا الموضوع كانت بسيطه
وهي ماشهدته من تقرير قناة الجزيرة
الا اني متاكد ان الحال سيكون صعب
لاسيما مع الارتفاع الذي يعانيه العالم باسره
وعدم استقرار في المنطقة
وهنا احييك على ماسردته
ولا يسعني الا ان اقول نعم ماتوكلة عليه
الله العزيز القدير
بالفعل شي ماحزن مايحدث
ردحذف