الثلاثاء، 8 مايو 2007
الثلاثاء، 8 مايو 2007

دعوة للحوار

قال الله تعالي عن الإنسان ( وكان الإنسان أكثر جدلا)

فطبيعة الإنسان ترغمه علي الجدال والحوار والناقش ولذا كانت اللغة التفاهم بين الناس متعددة وعندما اختلفت اللغة كانت الترجمة حتي يستطيع الناس جميعا التفاهم والتحاور معا وإنشاء حلقة الإتصال بينهم .

وقال الله تعالي لنبيه صلي الله عليه وسلم ( وجادلهم بالتي هي أحسن )أي بالحكمة والموعظة الحسنة والحلم وليس بالسب والشتم والسخرية والاستهزاء والصوت العالي ومصادرة الإراء وإستباق الإحكام كما نري من المتجادلون المتحاورن في هذا الزمان .

مما غلبت عليهم عواطفهم وغطت علي ابصارهم وجعلتهم لا يرون الحق حقا ولا ينظرون إلا لما يعتقدون فقط ولا يحاولون أو حتي يفكرون في مناقشة معتقداتهم ومذاهبهم وأرائهم ربما يكونوا مخطئين ولكن صارت عصبيتنا لأرائنا ومعتقداتنا وعلمائنا وسادتنا ومفكرينا وكتابنا ودعاتنا غالبة علي الحق .

فلم نعد نري إلا ما تراه عصبيتنا أو علمائنا أومفكرينا أو كتابناأو سادتنا أودعاتنا ونسينا أنه ربما نكون مخطئين ونسينا قول الله تعالي ((قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ** الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ))

ربما نظن أننا علي صواب طيلة الوقت ومن ثم يتبين لنا أننا مخطئين فلنعد إلي الحق فالرجوع إلي الحق فضيلة كما قال فاروق الأمة عمر بن الخطاب وأنه خير من التمادي في الباطل.

فقد سمعت عن رجل ذهب إلي أحد العلماء يسأله في أمر ما قد سمع أنه غير ما يعتقد فذهب ليجادله ليتبين له الأمر فلما عرف أنه كان علي غير الصواب بكي فساله العالم لما تبكي قال عشت ستون عاما وأنا أري ما أفعله صوابا وها قد تبين لي أني عشت سدي (هباءا ) فأخبره أنه خير له أن يعرف الان من أن يتمادي فيما كان يعتقد .

وربما تجد الواحد يناقش شخص ما ويبقي يجادله وهو يعرف أن الحق ربما يكون في جانب من يجادل ولكن يجادل ويجادل من أجل أن يثبت انه علي حق لا من أجل أن يعرف الحق ومنهم من يجادل وهو لا يعرف شيئا عما يجادل عنه ليس إلا أنه لا يريد ان يقال أنه يجهل هذا الأمر أو أنه يكذب فيما يقول بل يريد ان يثبت لمن امامه أنه يعرف كل شئ ولا يجهل أي شئ وهو أكثر الناس جهلا عما يتكلم .

فيكن حوارنا من أجل أن نستفيد ونفيد لا من أجل أن نحاور فقط لا من أجل أن نبقي علي الحق مهما كان حتي وإن كان ليس الحق معنا .

ولنستمع لمن يحاورنا وننصت إليه جيدا ونعرف ماذا يريد وماذا يعتقد وما هي دلاله كلامه ونبحث فيما يقول فلقد خلق الله تعالي لنا أذنين وعينين ورأس كبير وخلق لسانا واحدا وحبسه في فكنا حتي نستطيع تقيده ولنستمع ولننظر ونفكر فيما يقال وفيما يقرأ .

وبارك الله فيكم


0 تعليقات:

إرسال تعليق