بدأ الرسول صلي الله عليه وسلم الدعوة وحيدا ولم يستطع دعوة سوي زوجته والمقربين جدا له و لم يصدع بالدعوة إلا بعد 3 سنوات وبدأت عمليات من التنكيل والتعذيب من قبل كفار قريش في مواجهته صلي الله عليه وسلم ومواجهة اصحابه رضوان الله عليهم حتي بدا يدب اليأس في قلوبهم ....{حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب} ...
ثم كان عام الحزن الذي توفي فيه عمه ابو طالب الذي كان يحميه ويدعمه رغم أنه كان علي الكفر ثم كانت الإسراء والمعراج ثم كانت الهجرة ثم كانت غزوة بدر ثم أحد ثم الأحزاب ثم صلح الحديبية ثم فتح مكة {وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا } ودخل الناس في دين الله افوجا وخرج مئات الالف يحجون معه صلي الله عليه وسلم حجة الوداع وفتح الله علي يده ويد اصحابه من بعده مشارق الأرض ومغاربها.
هذا ما كان إلا ملخص سريع للسيرة الرسول صلي الله عليه وسلم وكيف تعرضت الدعوة في مهدها للمحن والابتلاءات حتي بدا بعض المؤمنين يتسألون متي نصر الله من شدة ما تعرضوا له من أذي وابتلاء ولكنهم صبروا وثبتت قلوبهم علي حق الذي امنوا به وحتي ما وصلت المحنة ذروتها بدا نصر الله وظهر الحق وزهق الباطل ....
إن الصراع بين الحق والباطل قديم قدم الإنسان علي الأرض ودائما وأبدا ما ينتصر اهل الحق علي أهل الباطل مهما طال الزمان وما بدأ للبعض ان الباطل قد انتصر ولكن لا نصر للحق بدون أن يبذل أهله التضحيات ويتعرضون للابتلآت ويصبرون علي الأذي من أجل الحق الذي يأمنون به هكذا يحكي لنا التاريخ وهكذا سنة الله في خلقه حتي مع الأنبياء والرسل وافضلهم محمد صلي الله عليه وسلم فما بالك بمن هم دونه ودون أصحابه رضوان الله عليهم .
ربما يري البعض أن الثورة قد خذلت وأن الثورة المضادة أنتصرت لعله كذلك ولكنها جولة للباطل ولكن بالتأكيد هنالك جولات للحق سينتصر فيها فمن كان يتصور أن يخرج الناس في يناير 2011 كما حدث وأن يرحل مبارك والحزب الوطني بعد 30 سنة من استبداد وظلم والفساد ...لم يكن هنالك من يتصور ذلك حتي الثائرين أنفسهم ولكنه حدث واليوم نحن نتصور أننا سنستطيع وأنه يمكنا ذلك فلا داعي للياس لدينا هدف وأمل وطموح مشروع وهو التخلص من الفساد والظلم وتحقيق مبادئ ثورة مجيدة عيش حرية عدالة اجتماعية كرامة انسانية ثورة دفعا الاف من شهداء دمائهم ثمنا لها وعلينا ان لا نجعل تلك الدماء تذهب هباءا فاستعينوا بالله ... ولا ياس مع الحياة ولا حياة مع اليأس ... إلا أن نصر الله قريب ....
0 تعليقات:
إرسال تعليق