كالنهاردة منذ أكثر من خمسمائة وعشرون عام سقطت الأندلس
ففي نفس هذا اليوم 2 يناير استسلم ابو عبد الله محمد الثاني عشر أخر ملوك دولة الأحمر ملوك غرناطة لفرديناند الثاني وإيزابيلا عام 1492 ولكن من من يراجع تاريخ الأندلس يعرف إن هذا التاريخ لا يعني سو ي أنه انتهي الوجود لأي حكم إسلامي في بلاد الأندلس لكن و من الظلم بمكان تحميل دولة الأحمر ملوك غرناطة وآخر ملوكهم وحدهم جرم سقوط الأندلس فلم تكن الغرناطة إلا دولة أو مملكة وحيدة وسط اثنتين وعشرين مملكة كانت تشملها بلاد الأندلس في فترة حكم ملوك الطوائف سقطت واحدة تلو الأخري ولم تتبقي إلا مملكة غرناطة تحت حكم دولة الأحمر ..
خريطة الأندلس قبل سقوط مملكة غرناطة |
سقوط الأندلس لم يكن مفاجئ أو صادم فهذا السقوط سبقه مقدمات من المكائد والفتن والخلافات والانقسامات بدأت منذ ما يقرب من 450 عام قبل تاريخ السقوط عام 1492 فبداية السقوط كان مع وفاة الحكم بن عبد الرحمن الناصر عام 976 م ..
فبالرغم أن الحكم بن عبد الرحمن الناصر كان آحد أقوي خلفاء الدولة الأموية و من أفضل حكَّام الأندلس عموما إلاَّ أنه في آخر عهده أُصيب بالشلل فقام باستخلاف أكبر أولاده هشام بن الحكم الملقب بهشام المؤيد وعمره عشرة أعوام فقط،
وكانت بلاد الأندلس يحدها من الشمال بلاد النصارى وفي الجنوب الدولة العبيدية (الدولة الفاطمية) وكل ممالك أوربا متربِّصة للكيد لهذه القوة العظيمة وهزيمتها، بدلاً من أن ينتقي الحكم مَنْ يستخلفه لهذه المهمة الجسيمة، ويُوَلِّي رجلاً آخر من بني أمية؛ يستطيع أن يقوم بأعباء حُكم دولة قوية، كثيرة الأعداء متسعة الأطراف، ومترامية الأبعاد كدولة الأندلس استخلف ابنه هشام ذو عشرة أعوام فكانت بداية السقوط ...
ولقد قام الحكم بن عبد الرحمن الناصرقبل وفاته بتعيين مجلس وصاية على الطفل والخلافة مكوَّن من أم الصبي والحاجب وقائد الشرطة يدعى محمد بن عامر الذي طمع في السلطة واستطاع بالمكائد أن يتخلص من الحاجب و يهمش دور الخليفة هشام المؤيد الطفل واصبح هو الحاكم الفعلي للبلاد وسميت فترة حكمه وابنيه من بعدها فترة الدولة العامرية التي لم تستمر طويلاً ، والتى اتسمت فترة حكمها بالقلاقل والفتن والاضطربات وتصارع علي الخلافة والحكم
جامع قرطبة |
و بعد انهيار الدولة العامرية نشب صراع طويل علي السلطة في الأندلس انتهى بتقسيمها إلى سبع ممالك صغيرة, ثم قُسمت بعد ذلك إلى اثنتين وعشرين مملكة أو دويلة تحكم أسرة كل واحدة منها, ومن أشهرهم بنو عباد وبنو الأحمر وسميت تلك الفترة باسم فترة حكم ملوك الطوائف.
تصارع ملوك الطوائف فيما بينهم، بل وكانوا يستعينون بأمراء الممالك الأوربية المحيطة على قتال بعضهم البعض. فاستعان أحدهم بالقشتاليين على أخيه فسقطت سرقسطة في أيديهم, ثم طليطلة ومدن أندلسية كثيرة و سقطت قرطبة عاصمة الأندلس طول فترة حكم الأمويين لهاولم يبق من مدن الأندلس إلا غرناطة التى كان يحكمها بنو الأحمر وأشبيليه ...
ثم تعاهد بنو الأحمر مع النصاري حكام دولة قشتالة في حصار أشبيليه المسلمة حتي سقطت ولم يبق إلا دولة غرناطة التى استمرت مائتين عام بعد سقوط اشبيليه وعدت غرناطة حينها الدولة الوحيدة للمسلمين في الأندلس التى اصبحت كلها تحت حكم النصاري الإسبان ...وفي نهاية استغل القشتالين بحر المؤمرات والفتن التى حدثت في غراناطة تحت حكم بنو الأحمر حتي استطاعوا السيطرة علي كامل غرناطة وكامل الأندلس عام 1492 م ومع استسلام الملك أبو عبد الله محمد الثاني عشر إلي ملكي قشتالة وأرغون انتهي وجود حكم الإسلامي في بلاد الأندلس
0 تعليقات:
إرسال تعليق