أتخنقت

لقد أصبحت أحوالنا اليومية تؤدي إلي حالة اختناق منذ استيقاظك وأنت كما يقولون بتخناق مع ذباب وشك والعفاريت بتتنطط اقدامك لم نعد نحتمل حد . وجود عراك أصبح أمر اعتيادي أن تجده صباح مساء مرة و أكثر من مرة في اليوم الواحد لأتفه الأسباب ، لم نعد نحتمل بعضا البعض لم يعد لدينا متسع من وقت لنستمع للبعض ، الصوت المرتفع أصبح طابع عام لكل الناس أصبحنا فعلا في حاجة لإطباء نفسيين أكثر من حاجتنا للأطباء عضويين .

القلق والتوتر والاكتئاب والضيق أمراض لا يخلو منها إنسان في وقتنا الحالي

الديون وغلو الأسعار ومستقبلنا ومستقبل الآولاد هواجس يوميا نعيشها ليل نهار لا نستطيع صرفها عن عقولنا مهما حاولنا

لقد نجحوا وبامتياز أن يغرقونا في هذه المشاكل وغيرها حتي نسينا أنفسنا ودينا وأصبحت هموم الدنيا والنجاة منها هي السبب الوحيد الذي نحيا من أجله ونعمل له وبدلا من تصبح تلك الأمور وسيلة أصبحت الغاية الذي نحيا من أجلها وأصبحنا حقا كالبائهم نعيش لنأكل لا نأكل لنعيش


حتي  أنهم جعلونا ننظر لما يحدث في غزة وكأننا نشاهد فيلما أو مبارة مصارعة نتمني للضعيف أن ينتصر في النهاية وننتظر النهاية وننتظر ما ستسفر عنه الأحداث ولا يعنينا ما يحدث الان فهذا  طبعا شغل سيما وسوف يعود الأمر لطبيعته  ولا زال الممثل علي قيد الحياة ولم يمت  فسوف نشاهده غدا في فيلم جديد.

عندما أفكر فيما يحدث في غزة وأتخيل الموقف وأقوم بتغيير الأدوار ولكن علي اسرتي الصغيرة أتخيل أحد الصيع ( البلطجية) قد دخل علينا شقتنا الصغيرة وأحتل حجرة أخي الأضغر وقام بضربه ضربا مبرحا ولأن أخي لا حول له ولا قوة أمام هذا البلطجي القوي ذو العضلات المفتولة سيلت الدماء من علي وجه وأصبح لا أري منه سوي اثار الدماء وملابسه المقطعة وحاله لا يرثي عليه يناديني بصوت ضعيف هزيل....... أحمد........ أحمد........ أحمد......... أنقذني سوف يقتلني وهو بما أوتي من قوة يحاول ويناضل من أجل أن يخلص نفسه من هذا البلطجي ولكنه لا يستطيع

وفي ظل هذا الناس من حولنا تشاهد وتندد وتشجب ما يقوم به أخي وتعتبره البادئ وتقول نتفاوض والبلطجي لا يكتفي وأنا في ظل هذه الأحوال أشاهد من بعيد و أصرخ بصوت ضعيف لا يكاد يسمع أتركه يا جبان وأنا حقا الجبان أتركه سوف أشكوك للبلطجي الكبير فتوة الحتة كما يطلقون

في ظل هذا كله لا أدري ماذا ينبغي أن أقول لآ أجد كلمات تقابل ما في وجداني سوي كلمة أتخنقت

والتساؤل أين النصر الذين يحدثوننه عنه في الجوامع والخطب أين هو ؟؟؟؟؟

أتسائل أين الرجال الذين سيحققون هذا النصر هل من يجلسون أمام الحواسب هم من سينقذون تلك الأمة أم من يجلسون علي المقاهي هل من سينقذون أمتنا من شغل بالهم عصام الحضري وأبو تريكة والقحطاني هل هم من سينصرون امتنا من يتابعون في شغف استار أكاديمي

بالطبع لا و ولا داعي لتكرارها ملايين المرات

معذرة اتخنقت