الأربعاء، 12 فبراير 2014
الأربعاء، 12 فبراير 2014

رحلتي عبر ألة الزمن

أدب الخيال العلمي مليئ بالروايات والقصص التى تتحدث عن ألة زمن التى  تمكن صاحبها من العودة للماضي أو الذهاب للمستقبل وقد جسدت السينما العالمية والعربية  هذه الروايات في الكثير والكثير من الأفلام  السينمائية  ... وقد شاهدت الكثير منها وهي من الأفلام المفضلة لدي عن غيرها ....

وكم تمنيت أن تكن تلك ألة حقيقة لأتكمن من  خلالها من السفر عبر الزمن  ... لن أفكر في الذهاب للمستقبل فالمستقبل قد يبدو مألوفا من قبل أن نراه فكما أن حاضرنا كان حصاد ما تم زرعه في الماضي فإن المستقبل حصاد ما نزرعه اليوم ولن نجني حال أفضل مما نحن عليه كما أن حالً لم يكن أفضل حالً من ذي قبل .. لذا أفكر في أن أسافر عبر تلك ألة للماضي .... ربما إلي ألف عام ولت ..


كم ستكن رحلة ممتعة ورائعة أن أري رأي العين هذا المجد الذي طالما طالعته عبر الكتب المجد الذي صنعه الأجداد وضيعه الأباء و تاه عنه الأبناء 

 فلك أن تتصور إن  أكثرمن ثلثي العالم القديم قبل اكتشاف الأمريكيتين واستراليا  كان في يوما من الأيام دولة واحد تحت حكم سلطان واحد  ... هذه المساحة الشاسعة من هذا العالم المترامي الإطراف  من المحيط ألأطلنطي غربا للمحيط الهادي شرقا من صحراء سيبريا شمالا إلي أعماق أفريقيا جنوبا  تحت سلطان حاكم واحد....ولك ان تتخيل إن هذا الحال استمر طويلا وحتي وقت قريب  لم يكن بعيدا  بل منذ ما يقارب المائتين عام أو أقل  ... عن العالم الإسلامي أتحدث وعن الأمبراطورية أو الخلافة العثمانية  أوكما تحب أن تسميها أتحدث ...

لك أن تتصور إن منذ ما يقرب من مائة عام لم تكن هنالك جنسية كالتي يتباهي بها الناس اليوم  فهذا مصري حفيد الفراعنة وهذا حفيد لغيره وهؤلاء أسود الصحراء أو الأطلسي وغير ذلك من المسميات التى  ما أنزل به الله من سلطان التي سماها النبي صلي الله عليه وسلم دعوي جاهلية وانها منتنة.... فقانون الجنسية المصري اليوم عمره ما يقارب المائة عام  ولا أظن أن باقي قوانين الجنسيات في عالمنا الإسلامي عمرها أكثر من ذلك  ... لم يكن يعرف الناس سوي أن هذا الرجل من الشام وهذا ولد في العراق  لكن بلا عصبية كالتي نعرفها الآن  و هاهي حادثة أم درمان  وما جري بين المصريين والجزائريين ليس عنا ببعيد خير مثال  تشهد بحال عصبيتنا ...

لك ان تتصور إنه منذ ما يقرب من مائة عام أو يزيد لم تكن هنالك حدود ما بين البلدان الإسلامية كالتي نعرفها اليوم ... فكان العالم واحد وكان أباءنا وأجددنا رعايا دولة الخلافة أي كان مسماها كانوا يستطيعون السفر وقطع الأميال شرقا وغربا  متي شاءوا ولم يكن يمنعهم أحد ،  بل لك أن تعرف أن الكثير من أهل مصر وخاصة في الصعيد  من أصول ليست بمصرية وإن الكثيرين منهم من شبه الجزيرة العربية وحتي اليوم ينتسبون لها وكذلك في جميع بقاع العالم الإسلامي فهنالك من يعيشون في الهند وهم من أصل عربي

لك أن تتصور أنه لم يكن  يخلد ببال الناس منذ مائتين عام تقريبا أنه سيكن هنالك ما يسمي بدولة السعودية ، تلك الدولة التى حتي تصبح علي هذا الحال الذي  نعرفه الآن أستمرت  لأكثر من مائة وخمسين عام في حروب ومعارك مع دولة العثمانية و مصر واليمن وأمير الحجاز و وغيرهم من الأمراء العرب والمسلمين  في المنطقة من أجل توحيد شبه الجزيرة العربية تحت سلطان واحد بدعوي  محاربة البدع والشركيات المنتشرة في بقاع شبه الجزيرة العربية في القرن الثامن عشر حتي استطاع الملك عبد العزيز رحمه الله  ذلك عام 1932 ميلادية ... ولم تطلق رصاصة واحدة في مواجهة الانجليز في ذلك الوقت ولا اليهود فيما بعد ...ولم نسمع عن إنها لها جيشا إلا في حينما واجهت  الشيعة في البحرين واليمن مع اختلافي عقائديا مع الشيعة ...

لك أن تتصور  أنه لم يمر علي نشأة دولة الإمارات ما  يزيد عن الأربعين عاما  قليلا... كذلك دولة بنجلاديش ... وربما هنالك غيرهما من الدول الإسلامية التى انفصلت عن غيرها من الدول في القرن الماضي التى شهد تقسيمات عدة ونشأة كيانات لدول أخري أصغر ...  فلقد تم الاتفاق ما بين فرنسا وانجلترا وروسيا علي تقسيم ميراث الدولة العثمانية  بينهم وجعل لكل منهما نفوذ في مناطق بعينها وتتطلب ذلك إعادة تقسيم تلك الكيانات وتلك الدول من جديد حتي يتمكنوا من سيطرة عليه ... كما في معاهدة سايكس بيكوا 1916.... وغيرها من المعاهدات... وكذلك ما قام به الاستعمار من إشعال فتنة النزعات القبلية والعرقية ما بين أهل الإقليم الواحد فتم تقسيمها أيضا كما حدث في الهند ...التى اصبحت باكستان والهند ثم تم تقسيم باكستان بعد ذلك إلي باكستان وبنجلاديش.

لك أن تتصور أن  أهل مصر والعراق ومن خلفهما لم يكونوا من العرب ولم يعرفا العربية إلا  منذ ما يقارب 1400 عام  بعد الفتح الإسلامي  ... ودخولهم في الإسلام أفوجا ....

لك أن تتصور أن من تصدي للصليبين والتتار لم يكن جيشاً مصرياً ولا عربياً خالصاً ولكن مزيجاً من مسلمي العالم الإسلامي في ذلك الوقت ولك أن تعلم  إن قادة الجيش لم يكونا لا مصريين ولا عرب  أحدهم كان كردي واعني صلاح الدين الإيوبي قائد موقعة حطين في مواجهة الصليبين و الآخر كان شركسي وأعني السلطان قطز قائد موقعة عين جالوت في مواجهة التتار ...

لك أن تعلم أن دولة كمصر لم تحكم من قبل أبنائها المصريين لا في التاريخ القديم ولا في التاريخ الحديث إلا في عصور الفراعنة منذ 3000 عام قبل الميلاد وحتي عام 1952 ميلاديا...ولم يكن لها جيشا يشهد له التاريخ اللهم إلا أنهم كانوا ضمن جنود الدولة الإسلامية عبر التاريخ فلم تعرف مصر جيش بالمعني المتعارف عليه الآن  إلا في عهد محمدعلي في بدايات القرن التاسع عشر ، ذلك الجيش الذي حارب أول ما حارب المسلمين فقط لا غير من أجل مصلحة وهوا محمد علي في الزعامة والسيطرة ، ولم يكن يقوده في ذلك الوقت مصري وكانت أول مواجهة له تحت قيادة مصرية خالصة  تحت قيادة أحمد عرابي ضد الإنجليز التى انتهت بهزيمته واحتلال مصر من الانجليز دام 72 عام ... ثم تلته مواجهات عدة ضد اليهود كلها هزائم إن انتهت بانتصار 73 الذي تبعه معاهدة كامب ديفيد ...

لم نكن يوما لا عرب ولا دعاة عصبية (جنسية) كنا مسلمين ....ولكننا اليوم سرنا أصحاب جنسيات داخل جنسيات .... وكل ينصر عصبيته مهما كانت علي الحق أو لا ...

لك أن تتصور إن العالم الإسلامي لم يكن فقط ملئ بعلماء الفقه والدين والتصوف فقط ولكنه كان ملئ بعلماء الفلك كمحمد الفرازي و أبو ريحان البيروني والكيمياء كجابر بن حيان والبصريات والفيزياء كالحسن بن الهيتثم والجبر والهندسة كالخوارزمي والطب كابن سينا  والعديد والعديد من المجالات المدنية والعسكرية والفلسفية والعملية وغيرها وغيرها من مجالات العلم التى يعترف الغرب الآن متمثلا في دولها العظمي وعلمائه بفضل العلماء المسلمين القدماء في التقدم الذي وصلوا له اليوم ...ولكننا اليوم لا شئ ....

عدت من رحلتي عبر الة الزمن لأري واقع مغايرا تماما لما كان عليه الماضي القريب أو البعيد فقد ولي هذا المجد وانقضي لا ادري إن كان لغير رجعة أم أنه قد يعود ، لم نعد أصحاب اليد الطولي في هذا العالم وسرنا أتباع ... بعدما كان يسير في ركبنا الجميع ... سرنا نستعطف دولا كان اجدادهم يستعطفون اجددنا ...سرنا غثاء كغثاء السيل ....سرنا لا شئ ...يلتني لم اعد ....


قد يكن هنالك بعض المعلومات الخاطئة أوالمغالطات التاريخة رجاء من يجدها تنبيهي لتصحيحها وشكرا ...



4 تعليقات:

  1. هناك بالفعل بعض المعلومات والسرد الغير الصحيح فى مقالتك. ففرضية ان مصر لم تحكم بيد أبنائها منذ 3000 عام خاطئة، ومن يقسم التاريخ المصرى الى فترات بعينها ويقول هذه "الفترة الطولونية" أو "الفاطمية" أو أسرة "محمد على" من خارج المصريين لا يفقه شيئا. فرئيس "أميركا" الحالى لم يولد على أراضيها ولكنه لما ارتضى العيش والاقامة بها وأعطته جنسيتها كان له ما لمواطنيها من حقوق وما عليهم من واجبات، ولم نسمع بأحد يقول عندهم اننا محكومين الان بغير أميركيين أو ان "الأفارقة" يحكمون أميركا. وقياسا على هذا -حتى لا أطيل- فحكام مصر "أحمد بن طولون" و "قطز" و "محمد على" بل "المعز لدين الله" كلهم مصريين تناوبوا على حكم مصر فى فترات مختلفة، وان أختلف منشأهم ومكان ميلادهم.. ولو قمت أنت شخصيا بالارتحال لفرنسا حالا راضيا، وأقمت بها عشر سنوات وحصلت على جنسيتها ورشحت لرئاستها وفزت لن يقول مؤرخيهم ان مصرى يحكمنا ويحتلنا، فالعبرة بالرضا..

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا استاذ حازم علي مرورك الكريم ... حضرتك فاتك أن دولة الفاطمية ما حكمت مصر إلا بعد احتلالها عسكرية كذلك الدولة الإيوابية وحتي المماليك ما حكموا مصر إلا حينما كانوا هم جيش مصر وعتادا ... أظن أنه لم يحالفك التوفيق في التشبية بين الوضع في أمريكا وفرنسا الآن وما بين مصر في العصور الماضية ....أم عن أن من يقسمون التاريخ بهذه التاريخ لا يفقهون شيئا وانهم من خارج مصر وانهم ليسوا بمصريين ...فاظن انك بحاجة لمراجعة ما يدرس لطلاب المدارس ليثبت لك ان هذا ما تعتمده الحكومة المصرية منذ من عقود تدريسها لمناهج التاريخ في التعليم الالزامي وحتي الجامعي ....وشكرا لحضرتك

      حذف
  2. اعرف ان مناهج الدراسة مملؤة بالهراء، ولكنى أتحدث عن تدوينتك وليس مناهج الدراسة. وصحيح ان "الفاطميين" دخلوا مصر باحتلال عسكرى الا ان المصريين ارتضوا حكمهم لمدة 199 عام. ومعظم ملوكهم/خلفائهم ولدوا فى مصر.

    ردحذف
  3. انا أذكر ملحوظة مناهج الدراسة ردا علي تعليقك الخاص بان من يقول هذا ليسوا بمصريين .... أم عن ارتضاء الحكم فهذا لا يعني ان الفاطميين مصريين و حتي بهذا المنطق فالمصريين ارتضوا حكم المماليك ورغم ذلك لم يكن المماليك يتكلمون لغة المصريين ولم يكونوا مصريين كذلك العثمانيين و الفارسين والرومان من قبل وفترة حكم الخلافة الأموية والعباسية وغير ذلك من فترات الحكم مكثت مئات السنين ولم يكن الحكام مصريين والمصريين ارتضوا هذا الحكم....

    ردحذف