الأحد، 9 فبراير 2014
الأحد، 9 فبراير 2014

التغير ما بين اضطرار واختيار


رغم أن الإنسان بطبعه يتطلع للأحسن والأفضل في حياته ، وعدم رضاه عن واقعه وحاله عادة ملازمة له في كل شئون حياته ، إلا أنه بالرغم من ذلك تجده يخاف من التغير ، فليس من السهل أن تفكر في ترك وظيفتك و تذهب إلي وظيفة جديدة أو أن تترك مسكنك الذي تعيش فيه منذ زمن بعيد وتنتقل للعيش في مسكن جديد  فالإنسان عدو ما يجهل بطبعه ويفضل البقاء كما هو بدون أي  تغيير فهو يفضل الطريق الذي يسلكه والذي ألفه وعرف كل خبايا عن الطريق جديد الذي لم يسلكه من قبل ولم يألفه كذلك يفضل الاسلوب الحياة الذي اعتاده في كل شئ من ابسط الأمور في حياته إلي أعقدها ...وأن يفكر في تغير أمر ما  صعب جدا فهو يري انه لن يكن امر سهل ..ولنستعيض بكلمة يفضل  بكلمة يطمئن لما أعتاد و يخشي تغييره...وهو ربما يكن محقا ولكن...


ولكن خوف احدنا من التغيير رغم رغبته فيه وتمنيه ذلك في أحيان ،  قد تعود في نظري إلي اننا لا نفكر إلا في الاحتمال الأسوء والخوف من حدوثه اكثر من حدوث الأفضل كاحتمال الخسارة في مشروع جديد عن احتمال الربح او انه احتمال عدم  وجود ألفه بين وبين زملاءه الجدد في عمله الجديد  كما كان الحال مع زملاءه في عمله القديم  ... ألخ.

الخوف من التغير هو أهم عامل من العوامل التى تعيق التفكير في التغير وتؤدي إلي التردد المقيت مما قد يحرم الواحد منا في الحصول علي فرصة لأن يكون أفضل حالا مما هو عليه الآن .

الخوف من التغيير قد يعود  لتوافر إمكانية الاختيار  ،   لأنه  قد نعتاد علي الكثير والكثير من الأموار التى من الصعب ان  نبدلها بأخري  ، ولكن حين نجبر علي التغير لظرف ما تتغير عادتنا وكل ما أعتدتنا عليه كلية او جزئيا علي حسب الاضطرار...قد لا نألف التغيير في البداية ولكن  حينما تجد نكن مضطرين لذلك سوف تبدأ تلقائيا  بالتعود والتأقلم وبالبحث عن ألفة مع هذا التغير.. حتي إنك قد تصل في مرحلة ما  للندم علي إنك لم تبدا التغير بإرادتك منذ زمن بعيد أو تجد إن اضطرراك هذا كان نعمة وليست نقمة كما كنت تعتقد في البداية ....فلماذا لا يكن التغير نابع من اختيار محب لا مكره  ...

حاول أن تتغلب علي مخاوفك من التغيير عموما فليس دوما ما اعتدنا عليه وألفيناه هو الأفضل بل قد يكون العكس هو الصحيح ...

حتي تتأخذ قرارك  بالتغير لابد أن يكون القرار نابع منك أنت  وأن تثق بقدراتك علي التفاعل مع أي تغير قد يطرأ في حياتك فهي سنة الحياة وبقاء الحال علي ما هو عليه محال ...

و عليك أن تفكر جيد بعيدا عن التردد المقيت أو التعجل المهلك و أن تعلم أن لكل شئ عيوبه ومميزاته وأن الكمال لله وحده فلا يكن اختيارك نابع من رغبتك في الكمال فما انت عليه ينقصه الكثير والكثير ويعيبه الكثير والكثير وكذلك ما قد تحصل عليه في المستقبل من فرص يعيبه ما يعيبه وينقصه ما ينقصه ،  المهم ان تنظر للجوانب الرئيسية فيما انت عليه وما تجنيه منه وما قد تجنيه في فرصتك المستقبلية ، ولا ان تقيد اختيارتك في امور قد تتبدل من آن لآخر ، و أن لا تترك نفسك أسير الخوف من المستقبل والمجهول ، ولتكن حسباتك مبنية علي المصلحة والمفسدة التى قد تعود عليك بالفائدة أو الخسارة ، وأن تستشير أولي الرأي ممن تثق فيهم من حولك ... وأخيرا أستفت قلبك وإن أفتوك

هاتان آيتان أضعهما نصب عيناي كلما أرتيت تغييرا ما في حياتي ...

(قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)

(وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) 




2 تعليقات:

  1. موضوعاتك دائما رائعه الف شكر واستمر وانا من متابعينك

    ردحذف