الثلاثاء، 23 أكتوبر 2007
الثلاثاء، 23 أكتوبر 2007

ديجا فو والبحث عن الحقيقة

أحيانا يعتريك شعور بأن ما تمر به قد مررت به من قبل ولكن هذا لم يحدث حقيقتنا

كلنا مررنا بهذا الشعور عندما نمر بموقف معين أو نقول كلمة معينة أو نزور مكان معين أو نقابل شخص ما ونشعر إن مثل تلك المواقف قد حدثت بالفعل ليست علي وجه التخمين ولكن علي وجه اليقين لولا أنها لا يمكن أن تكون قد حدثت حقيقتنا من قبل فقد يكون هذا الموقف استحالة التعرض له في الماضي أو أن الشخص لا يمكن مقابلة في الماضي أو أنها أول مرة أراه في حياتي وغير ذلك من الآسباب التى تجعلك في حيرة من أمرك وتقول (( لقد حدث ذلك من قبل رغم أنه لا يمكن أن يكون قد حدث ))




بالأمس كنت جالس مع زملائي في العمل نتناول غداءنا فإذا بأحدهم يخبر عن أمر ما فإذا بي أقول أن هذا قد حدث من قبل ولقد أخبرتنا عنه فيما يمضي هكذا أشعر ولكن لم يحدث هذا فقد أكدوا لي أنه لم يحدث من قبل أن اخبرنا زميلنا عن هذا من قبل فإنه لم يحدث إلا بالأمس فكيف أخبرنا به من قبل فتنبهت لهذه الظاهرة العجيبة التى لا تحدث لي وحدي فالكل أجمع أنه يعاني مثل هذه الحالة أحيانا

وسار كل منهم يفند تفسيرا لها ولكن لم أجد اية من هذه التفسيرات مقنع حقيقتنا

فبحثت عبر جوجل عن تفسير لهذه الظاهرة

فوجدت أن هذه الظاهرة تسمي

ديجا-فو و هي كلمة فرنسية

Déjà vu

تعني شوهد من قبل اطلق عليها هذا الاسم العالم إمِيل بُويَرْك و هي ظاهرة تحدث لكثير من الناس و يحسوا بأنهم عِاشوا الاحداث بكل تفاصيلها من قبل وأنها ليست تحدث لأول مرّة كأنهم يتذكرون المستقبل أو عاشوا من قبل وفي أحيان تستمر الظاهرة لمدة ثوان معدودة فتستطيع أن تحدد ماذا سوف يحدث .

واختلِفَ كثيراً في تفسير ظاهرة الديجافو وسبب حدوثها؛ فالباحث الإنجليزي فريدريك دبليو يقول: بأنّ العقل اللاشعوري ـ أو الباطن ـ سجّل معلومات في فترة قريبة مع العقل الواعي؛ لذا يتوهّم الشخص أنّه مرّ بالتجربة. ـ

ولكن أين للشخص بتلك التجربة في الماضي حتي يتوهم بها وكيف له أن يعرف بعض ما قد سيحدث إن استمرت لثوان معدودة وهذا قد حدث معي شخصيا فأثناء دراستي الجامعية جائني صديقي لكي يستعير من كتاب للمذاكرته فإذا بي أتوهم أن هذا قد حدث من قبل وعرفت أني إذا رفضت فسوف يقول كلاما بعينه ولكي أجرب صدق خاطري فرفضت فإذا به يقول كلاما كما توقعت ثم أرضيته وأعرته الكتاب حتي لا يفقد صوابه معي .

بينما ينسُبْ عدّة محلّلون نفسانيّون الظاهرة إلى الخيال البسيط لدى الإنسان،

وهناك من قال أنّها جزء خافت مجهول من ذكريات الطفولة. ـ

أمّا التفسير الأوْهَن ممّن رأى أنّها ذكريات من حياة ماضية عشْنَاها ! ـ يقولون أنّها ذكريات حياة قديمة تُزحت إلى سطح العقل حين مُلائمة بيئة مُحيطة أو ناس مألوفين ! ـ(

ربّما ما يُفنّد الرأي الأخير؛ ظاهرة أخرى تُسمّى

( Jamais Vu )

حيثُ تكون في مكان مألوف ودائم، ثمّ تشعر فجأة بأنّ ما يُحيطك غريب كُليّاً.

وهذه التفسيرات الاخيرة ليست تفسيرات منطقية بالمرة ويصعب علي العقل أن يقبلها لما فيها من خيال

ولديجافوا تفسير علمي و هو تأخر وصول الدم من الفص الصدغي الايمن إلى الأيسر بعد ان يكون المشهد اصبح ذكرى بالنسبة للفص الأيسر.

يكاد يكون هذا التفسير أقرب التفسيرات المقنعة لي ولكن ينقصه تفسير لماذا قد يعرف الإنسان ما قد يحدث إذا استمرت الظاهرة لثوان كما ذكرت في قصة صديقي الذي استعار مني الكتاب ولكن إذا وضعنا في عين الاعتبارا أن عملية معرفة المستقبل لا تحدث دائما فيكون احدهم تفسيرا منطقيا لحد بعيد

و أكثر فئة عمرية اصابة بهذه الظاهرة هم من 15 - 25 عاما .

والسبب في ذلك أنه في هذا السن يكون العقل ما زال قادر على ملاحظة التغييرات البسيطة فى البيئة من حوله....و عادة يكون الحدث الذى مر بنا حدث غير مهم إطلاقاً...ربما يكون حدث يتكرر يومياً..لكننا نقف عنده بأحد المرات لأنه مختلف تلك المرة...فيوجد شعور داخلى أنه تكرر بصورة كاملة.

ويصاب به أكثر المصروعين قبل صرعهم او بين النوبتين الصرعيتين ..

ولكنه قد يقع في جميع شرائح الأفراد بدون سبب طبي او مرض عضوي في احيان كثيرة تفسر هذه الظاهرة عن محللون نفسيون كثر بأنه وهم او تحقيق رغبة مكبوتة ..



وقيل انه عندما مسح الله على ظهر ادم واخذ من ذريته العهد رآى كل الناس اعمالهم و يتذكرونها احيانا.

معظم هذه التفسيرات غير مقنعة بالمرة فينقصها الكثير لكي استطيع الاقتناع بما تقول فحتي هذا التفسير الاخير غير مقنع فالانسان إذا يتذكر ما شاهده فهو يتذكر الاشياء المهمة ولست التافهة وفي أحيان كثيرا تحدث تلك الظاهرة مع أشياء لا تعنينا بالمرة والله أعلم



ولا زال النيل يجري وما زال البحث عن تفسير لهذه الظاهرة مستمر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

2 تعليقات:

  1. الظاهره دي كثير جدا من البشر و انا منهم

    و مثلك يا ابو مروان بحثت عن تفسير لها ووجدته و لكن هذا التقسير هنا مفصل اكثر

    تحياتي

    ردحذف
  2. موضوع أكثر من رائع أخي أبو مروان
    لا داعي لأن أقول أنه ينقصه التوثيق
    لماذا لا تذكر المواقع التي استقيت منها الأفكار الرئيسة في الموضوع
    لعل هناك من يريد الاستزادة
    كالعادة تتحفنا بمواضيعك الجميلة
    أخوك علاء

    ردحذف